لوريم إيبسوم (Lorem Ipsum)
ترتفع أعمال فنان يوتيبوري كِنت كارلسون (Kent Karlsson) عالية في جميع أرجاء المبنى، وهي مُدمجة على نحو جميل في السلالم كلها. واللوح الأخضر المسودّ المصنوع من خشب المُران يسمى (لوح غوستاف) وله تأثيرات صوتية. ونرى في هذا اللوح بقعاً مستديرة وخطوطاً طولية تضيء على نحو عشوائي تقريباً، بحسب وقوع النور عليها وانعكاسها في المرايا الخلفية.
وعنوان هذا العمل يلمح إلى نص أخلاقي باللغة اللاتينية؛ حيث كتب شيشرون (Cicero) في عام 45 قبل الميلاد: “أقصى ما في الخير والشر”. وقد جرى استخدام هذا النص ضمن فن طباعة الكتب منذ القرن السادس عشر، ولا يزال مستعملاً في عالمنا الرقمي اليوم بما يسمى “نص الملء” لإظهار الشكل الذي سيكون عليه النص. ولا يقوم كثيرون في هذه الأيام بالتأمل في عمر النص أو مخترعه أو مضمونه. والنص الموجود هنا على الجدار مكتوب بما يقابله من تناظرية رقمية (الواحد والصفر) وبأبجدية مورس؛ حيث تُكتب الرموز بنقاط (قصيرة) وبخطوط (طويلة). ولك حرف رمزه الفريد، ولكي نكتب “نقطة” مثلاً، نحتاج لكتابة رمز كل حرف، وهذا ما يجعل النص يستهلك مكاناً كبيراً. وعادةً ما يتم نقل النص المكتوب بأبجدية مورس بواسطة إشارات صوتية وضوئية.
الأمريكي صمويل مورس ((Samuel Morse) (1791 – 1872) هو مخترع أبجدية مورس. وكان فناناً ناجحاً علاوة على كونه مخترعاً. وهناك فكرة شعرية جميلة في هذا العمل الذي يبين مدى صعوبة التوغل في نص/لغة واكتسابها. وما لم تكن عامل تلغراف متمرس، فسيكون من الصعب عليك أن تستوعب المضمون، برغم أنك تقف هناك أمام نص لاتيني عمره 2000 عام ليس من السهل فهمه على الإطلاق.
وُلِد كِنت كارلسون في يوتيبوري في عام 1945، ودرس في مدرسة الفنون (Konstindustriskolan) في يوتيبوري خلال الأعوام 1964 – 1969، وفي المعهد العالي للفنون (Valand) في يوتيبوري خلال الأعوام 1975 – 1980، وفي كلية الفنون الملكية
(Kungliga Konsthögskolan) في ستوكهولم خلال الأعوام 1978 – 1979.